مشكلتي تبدأ منذ طفولتي ولدت بعد شوق كبير من قبل اهلي فعملوني بدلال خصوصا والدي كنت سعيده مقبلة للحياة.
والكل يحبني وبشوشة الكل من أهلي يحملني ويضحك معي ولكن انتهت تلك الايام عندما اتممت سن الثامنة
في تلك الفترة حملت والدتي ولكن لم يكتمل حملها وبعدها حملت وانجبت طفلا مريضا ومات بعدها.
وهكذا طفل تلو الاخر حتى اصبحوا 6 ووالدي اشتدت رغبة ان يكون له ولد فاصبح يعايرني دوما في تلك العمر باني بنت وأصبح يشعرني بانه يكرهني
ثم بدأ يقارن دوما بيني وبين ابناء أصدقائه وكيف هم أفضل مني حتى لو كان هذا الكلام غير صحيح يرى الناس كلهم أفضل مني.
ولم أكن شاطره بالدراسة وكان الفصل يستهزئ من شكلي فلك ان تتخيلي ما امر به في المنزل وما امر به في المدرسة كان عذابا لا يوصف وحياة جحيم
أصبحت دوما أتخيل ماذا لو كنت ولد وكيف كانت لتكون حياتي جميلة ولكن اتخيله دوما مريض والكل خائف عليه اصبح لي عالمي الخاص وعائلة وأصدقاء ومواقف وحياة جميلة أهرب اليها شعرت براحة نافذه أهرب اليها ولكن أرهقتني لأحرص ألا ينتبه لي الناس ويلاحظ كذبي
أصبحت ايضا دفاعية في عائلتي لانهم لم يحبوني فكنت لا احبهم وافعل شيء لمضايقتهم وفي المدرسة كانوا ينعتوني بأسماء.
ولم اكن ارفض بل واستجيب عندما ينادونني بتلك الالقاب والاسماء انتهت الدراسة وليس لي صديق حقيقي استشرت كثيرا وقرت ان ابدأ بالحسنى
قررت ان اسال واعيد حبل المودة ولكن لا فائدة اثبت لهم اني تغيرت ولم أعد تلك الانسانه الدفاعية تغير الانطباع ولكن المعاملة باقية كماهي جفائهم واعراضهم
عني منذ صغري آلمني ومازال يؤلمني أشعر اني بالدنيا
وحدي لا أحد يحبني..
دخلت معهد ومن ثم الى جامعة ولكن للاسف لم أنجح في الجامع اصبحت صعبة ومعاملة والدي لي بالبيت والوحده
أثروا فيني لم استطع التركيز وأصبحت كثيرة النسيان وطبعا اعيش حياة أخرى في مخيلتي ودوما اصدم بالواقع
حاولت أن اترك هذه الحياة ولكن لا استطيع فهم
سلوتي وسعادتي العالم الذي احلم به اهملت نفسي وحتى نظافتي الشخصية أدمنت التلفاز والمسلسلات الاجنبية فيها اجد مايغذي مخيلتي أشعر دوما بان لا احد يحبني أنا في نظر الجميع تلك الفتاة المزعجة الغبية والقبيحة فانا لست جميلة ولست ذكية
أنا حسب ما أرى نفسي لست سيئة ولست بشعة ولكن كل من حولي يروني كذلك أمي أنسانة جميلة وحكيمة وذكية الكل من عائلتي يحترمها ويقارنا بي ويستكثرها علي
سيدي المستشار عمري الان 27 سنة لم يتقدم لخطبتي أحد ليس لي أصدقاء كباقي البنات أعيش بوحده وحزن الله وحده يعرفها أحاول ان اغير من نفسي كثيرا وتغيرت كثيرا تفكيري وكلامي حتى نظرتي لشكلي أمنت انه ليس بمقدوري ان اغيره وهو ماوهبني اياه الله
ولكن الكل يشعرني بذلك وخصوصا والدي واجهته مرة عندما يلقبني بالعجوز وقلت له لماذا كل أعمامي يعاملون بناتهم باحترام ومحبة فلماذا انت تنظر الي كذلك ثم أني لست عجوز ولست قبيحة فقال لي لو كنت لست قبيحة فلماذا لم يتقدم لخطبتك احد..
آلمتني كلماته جدا جدا لأن المرأة تحب ان تشعر بانها جميلة تأتيني خيالات غريبة كفلم سريع احيانا وانا واقفه وحدي اتخيل لا سمح الله لو توفيت والدتي ماذا سيحصل لحالي وأبدأ بالبكاء واحيانا ماذا اذا تزوجت وعاملني زوجي باحتقار وأبدأ بالبكاء ثم استغفر الله كثيرا..
أتخيل ايضا اشياء جميلة وافرح ولكن سرعان ما استعيذ بالله. سيدي المستشار بعد فشلي في دراستي الجامعي استجيبت صلواتي ووجدت وظيفة احسست بها اني عشت من جديد المشكله اني اعيش في خوف مستمر من ان افشل وان أطرد من عملي وأعود الى وحدتي
دوما انظر الى نظراتهم واتسال كيف ينظروا إلي هل يحترمونني هل ينظرون الي باني غبية بلهاء دوما افكر بهذا ولا استطيع ان أوقف هذا التفكير الجديد الان في حياتي ان أجريت بعض التحاليل لأني أصبحت كثيرة النسيان
وبعد التحاليل ظهر عندي نقص فيتامينات وكالسيوم فقط أحبطني ذلك تمنيت لو كنت مريضة أستغفر الله هل يتمنى شخص سوي ان يكون مريضا.
وبعد ذلك بفترة كنت أعيش مشاكل مع والدي وأصابني الم في بطني وجنبي جدا فذهبت وعملت تحاليل
هذه المرة كنت أعتقد اني فعلا مريضة وكنت خائفة ولكن بداخلي كنت أتمنى ان أكون مريضة وبعد عمل الاشعة قالت لي الطبيبة كل شيء على ما يرام تفاجأت وحزنت بداخلي
كنت اتمنى ان اكون مريضة وتكتب لي ادوية واخبر زملائي بالعمل باني مريضة وحتى رؤسائي لم استطع ان امنع نفسي من هذا التفكير وفي نفس الوقت خائفة من هذ التفكير ولا اعلم كيف اتمنى شيء كهذا؟؟
أصبحت أخاف من الغد ومايخبئ لي المستقبل كثير يوميا ابكي خوفا من المستقبل وما يخبئه لي.
سيدي المستشار اعلم بان رسالتي طويلة ولكنها حياتي الى هذه اللحظة ماذا افعل كيف اكمل حياتي هكذا
أريد ان أشعر بسعادة اتمنى ان يحبني الناس اتمنى ان اشعر بمحبة الناس انا اتصل واسال عن الاخرين بدافع المحبة اتالم جدا عندما لا يبادلونني بها
أنا واقفه مع الناس ولسان حالي يقول أحبوني أرجوكم اتمنى لو يحبني الناس كما كانوا عندما كنت طفلة أتمنى ان انجح ان استطيع ان احفظ وأكسب تقدير الناس أن ينظر لي والدي بفخر واحترام
أرجوك ولا تنظر الى مشكلتي بانها تافهة وسخيفة فانا لا استطيع ان اخرح من بيتي وأستعين بطبيب نفسي يخرجني من ما أنا فيه
الحمد الله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي اله وصحبه الطاهرين:
أما بعد/
أبنتي أمنه أنت قوية جدا جدا جدا وتحملت الكثير من الضغوط اقوي الرجال لايستطيع أن يتحملها.
ولكن قربك من الله سبحان وتعالى جعلك تتحملين كل هذه الأمور وعلى فكر أنت لا تحتاجين إلى طبيب نفسي يجعلك تخرجين من البيت ولكن تحتاجين بعض التوجيهات ويجب أن تخذيها في عين الاعتبار وهي كتالي:
1. لا تنطوين على نفسك اجعلي لكي صديقه مقربه.
2. مهما ما أعطني الله من شكل خلقني فيه أكون معتزة فيه بكل ثقة واعتزاز وابتسامه أمام الجميع.
3. التفاؤل مهما كانت الظروف واذكر أن الله بقربي عند الحاجة وأن الله سوف يفرج كل شيء.
4. عيشي الحياة الواقعية وليس الخيالية لكي لا يعتبر هروب من الواقع اعلم الواقع مر الذي أنت فيه ولكن يجب مواجهة بالاتكال على الله.
5. ابنتي آمنة أبوك هو الذي يحتاج مرشد أسري أو نفسي أو ديني لكي يعلمه كيف يتعامل معك واعتقد حسب خبرتي أن والدك فيه عقدة نفسية من أبيه عندما كان صغيرا وظهرت أكثر في الكبر.
6. تذكري بالكل إحساسك صفوة الخلق الرسول العظيم صلي الله عليه وسلم كيف تم محاربته من أهله وتحمل كل هذا لنشر الدين الإسلامي وأنا متأكد أن أمورك ستهون عليك إذا ذكرت ما حصل لرسول صلي الله عليه وسلم.
7. ابنتي آمنة أنت جميله وذكيه وانطلقي إلى حياتك العملية والعلمية بكل فخر ورفعه بذكر الله ورسوله وستكونين صاحبة شأن كبير يفيد الناس ويهون عليهم مشاكلهم.
وفي الختام الحمد الله الذي علمه بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
الكاتب: أ. خالد الشمروخ
المصدر: موقع المستشار